من باكو – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:
شارك معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صباح اليوم الثلاثاء في أعمال القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ التي انطلقت في مدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان تحت عنوان: "الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر"، بمشاركة أكثر من 300 شخصية بارزة من القيادات الدينية العالمية، وممثلي الأديان، وكبار المسئولين، والأكاديميين والخبراء في مجال البيئة.
وأكد معاليه أن للأديان دورًا أساسيًّا في دعم الجهود العالمية لمواجهة التحديات البيئية، وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، وذلك من خلال تعزيز القيم الإنسانية التي تحث على حفظ البيئة وحمايتها من الأضرار المتزايدة. وأوضح معاليه أن هذا الدور ينطلق من التعاليم الدينية والروحية التي تعتبر الأرض والبيئة أمانةً ينبغي الحفاظ عليهما لحياة أفضل للأجيال القادمة وللبشرية جمعاء. مشيرًا إلى أن التكاتف بين الأديان يمكن أن يسهم في نشر الوعي البيئي العالمي وتوحيد الجهود للتصدي للتهديدات التي تؤثر على كوكبنا.
وأضاف معاليه أن هذه القمة تعتبر ملتقى نوعيًّا لتبادل الأفكار والتجارب، ومبادرة مهمة لإشراك القيادات الدينية في مناصرة قضايا المناخ تأسيسًا على القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية التي تحث على حماية الأرض ورعاية المصالح العامة، مؤكدًا أن الدين والقيم والأخلاق تعتبر أساسًا صلبًا وفعالًا في دعم القضايا العامة من خلال المواءمة بين الضمير والتوجهات العملية. منوهًا بأهمية عقد فعاليات دينية منتظمة بين ممثلي الديانات والمعتقدات المختلفة، للتعبير عن موقف موحد ومتفق عليه بشأن المشاكل التي تهدد العالم الحديث، وما تمثله الصراعات المسلحة المدمرة، وأعمال الإرهاب، والعنف على أساس ديني وعرقي، والكوارث البيئية، ونهب وتدمير التراث الثقافي والديني، فضلاً عن العواقب الوخيمة لأعمال الإبادة الجماعية وسياسات إبادة المدن.
والجدير بالذكر أن القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ تعقد على مدار يومين بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وإدارة مسلمي القوقاز. وتبحث القمة التحديات المناخية وتوحيد الجهود وتفعيل المشاركة في العمل المناخي من خلال تسليط الضوء على الدور المحوري والمهم المنوط بالمجتمعات والمؤسسات الدينية في التصدي لحالة الطوارئ المناخية، ومواجهة تداعيات تغير المناخ؛ حرصًا على بناء مستقبل أفضل للبشرية.