الجفير – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:
عقد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صباح اليوم الثلاثاء جلسته الاعتيادية الخامسة عشرة في دورته الخامسة، برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس.
وفي مستهل الجلسة، رفع المجلس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، مستذكرًا ببالغ التقدير والفخر والاعتزاز ما حققته البلاد من نهضةٍ وتطورٍ ونماءٍ وازدهارٍ في العهد الميمون لجلالته أيده الله، مما بوَّأ مملكة البحرين مكانةً مرموقةً في مختلف المجالات على مستوى العالم، وجعلها واحة أمنٍ وأمانٍ، ونموذجًا يحتذى في التنمية والبناء والقيم الإنسانية.
وأكد أن المسيرة التنموية الشاملة بقيادة جلالته، وبمتابعة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، جسدت بإخلاصٍ ووضوحٍ قيمنا السامية، وهويتنا الأصيلة، وتاريخنا العريق، لتخط صفحةً مشرقةً ومرحلةً مزدهرةً تتصل بمسيرة الآباء الكرام، وتثمر سلسلةً ملهمةً من الإنجازات الحضارية والمكتسبات الوطنية التي ما زالت تتوالى منذ خمسة وعشرين عامًا.
وفي سياق آخر، أعرب معالي الرئيس وأصحاب الفضيلة الأعضاء عن شكرهم وامتنانهم لصاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه على تفضله باستقبالهم بمناسبة شهر رمضان المبارك، معبرين عن تقديرهم واعتزازهم بما أبداه جلالته رعاه الله من تقدير لدور المجلس في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، ونشر تعاليمه السمحة، والتوعية بثوابته القائمة على الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتعصُّب، والدعوة إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة، وتعزيز قيم الأخوة والتكافل والتراحم والتعاون بين الجميع، ومساعيه الخيرة في خدمة الإسلام والمسلمين. مجددين العهد لجلالته بالمضي قدمًا لتلبية تطلعاته السامية إلى خدمة الدين والوطن والقيم.
وبمناسبة قرب دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، رفع المجلس تهانيه وتبريكاته إلى جلالة الملك المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، ضارعًا إلى المولى الجليل أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، ويجعلها أيام خيرٍ وبركةٍ وأمنٍ وإيمانٍ على جميع المسلمين، ويعيدها على بلادنا وأمتنا بالخير واليمن والبركات.
كما أعرب عن تقديره العميق لما تحظى به دور العبادة في البلاد من رعاية ودعم واهتمام من لدن جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ استجابةً لدعوة الله سبحانه وتعالى إلى عمارة بيوت الله، وإيمانًا بالدور الحيوي للمسجد في حياة المسلمين، ودوره الديني والحضاري على مر العصور في نشر الإيمان والخير والعلم والفضيلة، وكونه موطنًا للاجتماع والائتلاف والترابط وترسيخ القيم والأخلاق والثقافة والهوية الأصيلة.
وأشاد في هذا السياق بما تفضل به صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من أمرٍ كريمٍ بافتتاح وترميم وتأهيل 32 مسجدًا تابعًا لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية في كافة محافظات مملكة البحرين، وذلك في إطار خطة تطوير الجوامع والمساجد. وهنَّأ بافتتاح هذه المساجد لتستقبل جموع المصلين والذاكرين.
كما ثمن دور المحسنين في إعمار بيوت الله ورعايتها، بما يعكس روح الخير والبذل والعطاء لدى شعب البحرين، معربًا عن اعتزاز مملكة البحرين بهذه الإسهامات الكريمة التي يقوم بها المحسنون لخدمة دينهم وبلادهم ومجتمعهم.
بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلها بالاطلاع على مذكرة من الأمانة العامة بشأن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار "تدابير مكافحة كراهية الإسلام"، وأعرب عن ترحيبه بهذا القرار المهم، مثمنًا مبادرة منظمة التعاون الإسلامي بتقديم هذا المشروع. معربًا عن تطلعه بأن يسهم تنفيذ القرار في محاصرة التوجهات والأفكار المتطرفة والعنصرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين حول العالم.
كما وقف المجلس على آخر الاستعدادات لإقامة حفل إحياء ليلة القدر المباركة والحفل الختامي للدورة الثامنة والعشرين لجائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم، المزمع إقامتهما في ليلة القدر المباركة بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي تحت رعاية سامية من لدن صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله.
واختتم جلسته باستعراض الرسائل والطلبات الواردة، وبحث ما يستجد من أعمال، واتخذ بشأن ذلك ما يلزم.