بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الكريم، وآله وصحبه أجمعين. أما بعد
فإن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يتابع باهتمام بالغ تداعيات انتشار فيروس الكورونا (كوفيد 19) في العالم، ووصوله مؤخرًا إلى بلادنا العزيزة، وإنه ليثمن عاليًا في هذا الصدد الجهود الحكومية الكبيرة في مواجهة هذا الفيروس، والحد من آثاره.
وإن الله سبحانه وتعالى حث في كتابه الكريم على الطهارة، واعتبرها من أرقى السلوكيات التي تؤهل العبد ليفوز بحب الله تعالى لمن يتصف بها فيقول سبحانه وتعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)).
كما جاءت التوجيهات النبوية بالتحذير من العدوى فيقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا سمِعتم بالطاعون بأرضٍ فلا تدخلوها، وإذا وقَع بأرضٍ وأنتم فيها فلا تَخرجوا منها"، كما حذر ونهى النبي (صلى الله عليه وسلم) من بعض السلوكيات الخاطئة التي تصيب المجتمع بالأوبئة وانتشار المرض حتى أنه نهى عن أن يتنفس الشاربُ في الماء بقوله: "إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ"، فيجب على كل إنسان اتخاذ جميع إجراءات الوقاية للعمل على حماية نفسه ومجتمعه.
فجاء الإسلام ليحث الناس على الوقاية التي تمنع الضرر وتعمل على سلامة الإنسان من الأمراض والمخاطر وذلك بضرورة اتباع آداب وسلوكيات معيّنة في الحياة للوقاية من الأمراض والأوبئة، فالطهارة والنظافة في حياة المسلم منهج حياة لأن الطهارة أقوى سبل الوقاية لحماية المجتمع من الأضرار والمخاطر التي تصيبه.
ولذلك يدعو المجلس؛ انطلاقًا من مسئوليته الشرعية والوطنية، جميع المواطنين والمقيمين إلى الالتزام التام بالتعليمات والإجراءات الطبية اللازمة، والتعاون مع الجهات المعنية؛ حفظًا للنفس والآخرين، ومراعاةً للمصلحة العامة.
ويشدد المجلس على ضرورة الامتناع عن السفر إلى الدول المتفشي فيها هذا الفيروس، ويؤكد أهمية التحلي بالمسئولية اللازمة لدى كل من تظهر عليه أعراض المرض، أو يأتي إلى البلاد من إحدى الدول الموبوءة، بأن يبادر بإخبار الجهات المعنية ويتعاون معها؛ حمايةً لنفسه وأهله ومواطنيه.
كما يدعو المجلس إلى الأخذ بالإجراءات الوقائية اللازمة في المحافل العامة في ضوء توجيهات الجهات الطبية المختصة، وخصوصًا في صلوات الجمعة والجماعة، وفي الاحتفالات الدينية والاجتماعية، وينصح كل من يشعر بأعراض لأمراض كالإنفلونزا والسعال وما شابهها أن يتجنب الاختلاط بالآخرين، فإن
سلامة الأنفس وحماية المجتمعات من مقاصد الدين التي لا يجوز شرعًا التفريط فيها أو التساهل بحرمتها.
وختامًا نضرع إلى الله تعالى بالدعاء أن يحفظ بلادنا البحرين وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه، وأن يسدد خطى الجميع لتجاوز هذه المرحلة بسلام وعافية إن شاء الله، سائلين الله سبحانه أن يمنَّ على جميع المصابين بالشفاء العاجل، إنه سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين.
صادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
الجفير – مملكة البحرين
2 رجب 1441هـ الموافق 26 فبراير 2020م