المركز الإعلامي

المنامة - وكالة أنباء البحرين:

أكد الشيخ يحيى حسين الديلمي من علماء الزيدية في اليمن، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي "أمة واحدة ومصير مشترك"، أن الحوار يعد من المبادئ الأساسية في الفكر الإسلامي، وهو الأداة الأنجع لمعالجة النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي بين المسلمين. وشدد على أن تجاهل الحوار والانجرار وراء النزاعات والصراعات يؤدي إلى تمزيق الأمة، ويخدم مخططات الأعداء الذين يسعون لإذكاء الفتن بين المسلمين.  


وأشار إلى أن الإسلام يدعو إلى الحوار البناء، وليس إلى التكفير وإقصاء الآخر، لافتًا إلى أن التعايش بين المسلمين هو الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار، بعيدًا عن النزاعات المفتعلة التي أضعفت الأمة الإسلامية على مرّ العصور.  


واستعرض الشيخ الديلمي التحديات الكبرى التي تهدد المجتمعات الإسلامية، ومنها انتشار الأفكار المتشددة، وغياب الحوار الفعّال بين المذاهب، إضافة إلى التدخلات الخارجية التي تستغل الخلافات لتأجيج الصراعات. وأوضح أن المواجهة الحقيقية لهذه التحديات لا تكون بالسلاح والعنف، بل بالحوار الصادق القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم.  


كما دعا إلى توعية المجتمعات الإسلامية بخطورة استغلال الاختلافات الفكرية والعقائدية من قبل جهات تسعى إلى زرع الكراهية والتفرقة بين المسلمين، الأمر الذي يؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي وتقويض وحدة الأمة.  


وأكد الشيخ الديلمي أن الاشتراك في العقيدة الإسلامية، واللغة، والتحديات المشتركة، يجعل من الضروري العمل على تقريب وجهات النظر بين المذاهب المختلفة، مشددًا على أن التنوع الفقهي والفكري لا ينبغي أن يكون سببًا في الصراع، بل يجب أن يُنظر إليه كعامل إثراء للمعرفة الإسلامية.  


وقدم الشيخ الديلمي مجموعة من المقترحات التي يمكن أن تساهم في تعزيز الحوار بين المذاهب وتحقيق الوحدة الإسلامية، أبرزها إحياء مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية عبر فتح قنوات التواصل بين العلماء والمفكرين، وعقد منتديات مستمرة لتعزيز التفاهم، إلى جانب تعزيز الوحدة الاقتصادية بين الدول الإسلامية من خلال إنشاء بنك إسلامي مشترك وعملة موحدة تدعم الاستقلال الاقتصادي. كما دعا إلى تشجيع البحث العلمي والصناعي لضمان نهضة اقتصادية وتقنية أكثر ازدهاراً، إضافة إلى تأسيس جمعية خيرية عالمية لمواجهة الأزمات والكوارث، تعمل على تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية. وشدد على ضرورة وضع آلية لحل النزاعات بين الدول الإسلامية من خلال لجنة شرعية متخصصة تعمل على إيجاد حلول سلمية للخلافات، مع تشكيل لجنة متابعة دائمة لمخرجات مؤتمرات الحوار الإسلامي الإسلامي لمتابعة تنفيذ التوصيات وتحويلها إلى خطط عملية قابلة للتنفيذ. 


وشدد الشيخ الديلمي على أن الحوار الإسلامي ليس مجرد لقاءات نظرية، بل يجب أن يكون مشروعًا عمليًا يهدف إلى ترسيخ ثقافة التفاهم والتعايش، وإزالة أسباب الخلاف، بما يسهم في بناء أمة موحدة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق نهضتها الحضارية.