المركز الإعلامي

الجفير – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:

عقد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية جلسته الاعتيادية العشرين في دورته الخامسة صباح اليوم الثلاثاء في قاعة الاجتماعات الرئيسية بمنبى المجلس برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 

وفي مستهل الجلسة، أشاد المجلس بالمبادرة الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بتكريم أصحاب الإنجازات الوطنية في المسابقات القرآنية المحلية والدولية، والسباقات العالمية، والمتفوقين والمتفوقات من الطلبة والطالبات من مختلف المراحل التعليمية، وذلك خلال اللقاءات المتواصلة التي يحرص عليها جلالته مع المواطنين باعتبارها من أهم الركائز في المجتمع البحريني المتحاب، ومن العادات العربية الأصيلة النابعة من تراثنا البحريني العريق، التي كرسها الآباء والأجداد، والتي ينبغي المحافظة عليها وترسيخها في نفوس الأجيال. منوهًا بالكلمات السامية والتوجيهات السديدة التي تفضل بها جلالته في تلك اللقاءات الطيبة. 

وفي ظل ما تشهده المنطقة من تطورات خطيرة، وما تمر به من ظروف حساسة،  ثمَّن المجلس الدعوات المتعددة من جلالة الملك المعظم إلى حماية الأرواح، ووقف كل أشكال التصعيد ومحاولات الاستعداء والتحريض التي تتعارض مع قيمنا الدينية والإنسانية النبيلة، والعمل على تجنيب المنطقة تبعات مزيدٍ من الأزمات التي تهدد استقرارها، وضرورة التوصل إلى اتفاقٍ للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف التصعيد في الجمهورية اللبنانية الشقيقة والحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

وفي سياق متصل، أشاد المجلس بالمضامين المركزة والدقيقة التي تضمنتها كلمة مملكة البحرين التي ألقاها نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله خلال المناقشة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين. 

ونوه المجلس بالدعوات الحكيمة والأولويات الثابتة التي تضمنتها الكلمة، وأهمها حماية الأرواح البريئة، ودعم الكرامة الإنسانية، وتكريس التعددية والتنوع الثقافي، ووقف الحروب وإطلاق النار، والعنف العشوائي، والصراع والانقسام، وتبني مسار موثوق لا رجعة فيه لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي بما يضمن إسهام هذه التكنولوجيا في تحقيق السلام ودعم الإبداع والابتكار بدلاً من مفاقمة النزاعات القائمة وتعزيز التدمير والانقسام. مثمنًا الدعوة إلى العمل الجماعي لمواجهة التحديات القائمة بإرادة جماعية، وتصميم يتجاوز الاختلافات، على إصلاحٍ شاملٍ للنظام الدولي، وصياغة إطار دولي مجدَّد مبني على القيم المشتركة، والتزام متجدد بتعددية الأطراف التي تعطي الأولوية لازدهار جميع الأمم، من أجل حل القضايا بالغة الأهمية، ولترسيخ وتكريس أسس العيش معًا باعتباره أنبل المساعي. 

وفي هذا السياق، جدد المجلس دعوته للجميع بضرورة التحلي بالوعي والمسئولية، والالتزام بالكلمة الطيبة الجامعة للقلوب والنفوس، والموحدة للصفوف، وصون المنبر عن كل ما يتعارض مع دوره الديني الثابت، وغاياته السامية النبيلة، وعدم استغلاله لأي مصالحَ أو اتجاهاتٍ حزبيةٍ أو فئويةٍ أو طائفيةٍ، والنأي به عن الاستقطابات السياسية والطائفية، وعن كل ما يؤدي إلى التأزيم والتفرقة والشحناء والتنافر واستفزاز الآخرين بأي شكلٍ من الأشكال. مؤكدًا في الوقت نفسه أنَّ الأمة الإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى ما يلمُّ الشمل، ويرأب الصدع، ويمدُّ الجسور، ويعلي فيها الروح الجامعة التي توحد صفوفها وتجمع كلمتها، وتشيع فيها قيم التعايش والأخوة؛ انطلاقًا من وحدة الدين والانتماء والمصير. 

بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلها بالوقوف على آخر الاستعدادات لإقامة حفل تخريج الفوج الأول من خريجي برنامج (دبلوم معلم القرآن الكريم) من معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم. وأعرب المجلس عن تهانيه العميقة للخريجين وتمنياته لهم بدوام التوفيق والسداد، مثمنًا في الوقت نفسه الجهود الطيبة التي تبذلها الهيئة الإدارية والتعليمية في المعهد. كما ناقش في هذا السياق بعض الاقتراحات التي من شأنها تطوير العمل في المعهد وتعزيز مخرجاته. 

ثم استعرض تقرير لجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها حول آخر المستجدات المتعلقة بخطة المجلس في إعمار الجوامع، وتضمن التقرير ستة مشروعات يتبنى المجلس تنفيذها، وهي: هدم وإعادة بناء مسجد الشيخ أحمد الفاتح بالمنامة وتطوير سور المقبرة الملاصقة له، وترميم وهدم وإعادة بناء مسجد الشيخ قاسم المهزع بالمنامة، وهدم وإعادة بناء كل من: جامع كرزكان وجامع المعامير وجامع بن حويل بالرفاع الشرقي، بالإضافة إلى بناء جامع جديد وصالة مناسبات بحالة النعيم. كما تضمن التقرير ستة مشروعات أخرى يتبنى عدد من المحسنين تنفيذها تحت إشراف المجلس، وهي إنشاء ثلاثة جوامع جديدة بمشروع شرق الحد الإسكاني، وهدم وإعادة بناء ثلاثة جوامع أخرى، وهي: جامع التوبة بالبسيتين، وجامع أبي عبيدة بن الجراح بقلالي، وجامع الحارث بن مالك بسند. 

وأعرب المجلس عن ترحيبه بتقدم العمل في تلك المشروعات، مقدرًا جهود الأمانة العامة ولجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها في هذا الصدد، معربًا في الوقت نفسه عن تقديره الكبير لدور المحسنين الكرام في هذه المشروعات الخيرة، سائلًا الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم. 

واختتم المجلس جلسته باستعراض الرسائل والطلبات الواردة، وبحث ما يستجد من أعمال، واتخذ بشأنها ما يلزم.