المنامة - وكالة أنباء البحرين:
رفع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وإلى العائلة المالكة الكريمة، وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين، وإلى الأمتين العربية والإسلامية، سائلًا الله العلي القدير أن يُهلَّه على الجميع بالخير واليمن والبركات.
كما رفع المجلس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بمناسبة منح جلالته وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة، من مجلس وزراء الداخلية العرب خلال اجتماع دورته الثانية والأربعين، والذي يمنح للشخصيات القيادية على مستوى رؤساء الدول والحكومات التي قدمت أو أسهمت في إنجاز أعمالٍ رائدةٍ أدت إلى توفير الأمن والسلم.
ودعا المجلس، في جلسته الاعتيادية الرابعة والعشرين بدورته الخامسة التي انعقدت صباح اليوم الثلاثاء برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس، إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية إلى تهيئة الجوامع والمساجد في المملكة لاستقبال الشهر الفضيل وتزويدها وخدمتها بكل ما تحتاج إليه، بما يوفر للمؤمنين الأجواء المناسبة للصلاة والذكر والعبادة وتلاوة القرآن الكريم.
وحث الجميع على اغتنام الأجواء الروحانية والإيمانية للشهر المبارك بالتقرب إلى الله تعالى، وبذل المعروف والبر والإحسان والخير، وصلة الأرحام، والتزام الخلق الكريم، والتواصل بين الناس، وإشاعة المحبة وتأكيد الوحدة بين المسلمين، مؤكدًا أن المجالس الرمضانية العامرة التي تزخر بها مملكة البحرين منذ القدم هي مصدر إلهام وقوة للمجتمع البحريني.
بعد ذلك، بحث المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلها بتهنئة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بمناسبة النجاح الباهر الذي حققه مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي احتضنته مملكة البحرين يومي 19 و20 الجاري برعاية ملكية سامية، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، والذي انعقد بناءً على دعوة فضيلته في ملتقى البحرين للحوار أواخر العام 2022م، والذي شارك فيه أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم، بتنظيم من الأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجلس حكماء المسلمين.
وجدد المجلس شكره وتقديره لجلالة الملك المعظم على تفضله برعاية المؤتمر، مثمنًا المضامين المهمة لخطاب جلالته السامي لدى استقباله كبار المشاركين في هذا الحدث الإسلامي الكبير.
كما أعرب عن شكره على الدعم اللامحدود الذي قدمته الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكافة الجهات والأجهزة الرسمية التي عملت كفريقٍ واحدٍ لإنجاح المؤتمر.
ورحب المجلس في هذا السياق بالمخرجات والنتائج الطيبة التي خرج بها المؤتمر، والتي أكدت على أن وحدة الأمة عهد وميثاق، وأن التفاهم والتعاون على تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجبٌ متعينٌ على المسلمين جميعًا، بما يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه. منوهًا بصدور نداء أهل القبلة الذي انطلق في مضمونه من وحدة الأمة المسلمة، والذي يهدف إلى تشجيع التفاهم العلمي والمذهبي، وإطلاق حرية اللقاءات العلمية ودعمها بكل الوسائل المتاحة، مع التيقظ الدائم لدعاوى الفرقة والفتنة، والتعامل معها بحسبانها خطرًا متربصًا بالأمة وكيانها ووحدتها. سائلًا الله تعالى أن تكون هذه المخرجات الطيبة منطلقًا جديدًا ومستدامًا نحو تعزيز الوحدة والأخوة الإسلامية.
وأشاد المجلس بالمشاركة الكثيفة والفاعلة لأصحاب المعالي والسماحة والفضيلة المشاركين في المؤتمر من كل الطوائف الإسلامية، ومن مختلف دول العالم، وما أبدوه وطرحوه من أفكار بناءة، وتفاعل كبير في المناقشة وتبادل الأفكار والآراء، مما أسهم بشكلٍ كبيرٍ في الخروج بتوصيات مهمة، والاتفاق على أطرٍ تنفيذيةٍ لها، بما يضع تلك المخرجات موضع التنفيذ العملي على طريق التفاهم والوحدة بين المسلمين.
كما ثمن الشراكة الناجحة والفعالة بين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، معربًا عن تقديره لجميع المؤسسات الإسلامية حول العالم التي شاركت في هذا المؤتمر، وجميع القنوات ووكالات الأنباء والصحف المحلية والإقليمية والدولية التي غطَّت باهتمام كبير فعاليات المؤتمر وأطروحاته المهمة ومخرجاته الطيبة.
بعد ذلك، اطلع المجلس على مذكرة بشأن مشاركة الأمانة العامة في أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمه مركز الدوحة لحوار الأديان بالتعاون مع شبكة جيران متعددة الأديان، والذي انعقد في الفترة 18-20 فبراير الجاري في العاصمة القطرية الدوحة تحت عنوان (بناء السلام في عالم متصارع) بمشاركة نخبة من ممثلي الأديان السماوية والمتخصصين في الأديان.
وفي موضوع منفصل، وفي إطار الاستراتيجية القرآنية التي أطلقها معالي الرئيس نهاية العام الماضي للعناية بفهم القرآن الكريم وتدبره في المجتمع البحريني على مدى خمس سنوات، أخذ المجلس علمًا بأن عدد الملتحقين بمشروع تعاهد القرآن الكريم قد بلغ 215 مشاركًا ومشاركةً من أصحاب الوظائف الدينية كالخطباء والأئمة والمؤذنين والوعاظ، والعاملين في المراكز القرآنية والمعاهد الشرعية، وطلبة العلم الشرعي.
ويهدف هذا المشروع إلى زيادة اهتمام المؤسسات الدينية بالقرآن الكريم، وعنايتها بحفظه وتلاوته وفهمه وتعليمه، وتشجيع أصحاب الوظائف الدينية على حفظ القرآن الكريم كاملاً، واعتماد شهادة الحفظ كأولوية في تعيينهم وترقيتهم، وحث الأئمة على تنويع المقروء في الصلوات الجهرية، وتشجيعهم على ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان المبارك.
إلى ذلك، اطلع المجلس على تقرير لجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بخطة المجلس في إعمار الجوامع التي يتبنى تنفيذها مباشرة، والتي يتبنى تنفيذها عدد من المحسنين الكرام تحت إشراف المجلس، منوهًا في هذا السياق بدور المحسنين في أعمال البر والإحسان، بما يعكس الروح البحرينية المعطاءة، سائلاً الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
واختتم المجلس جلسته باستعراض الرسائل والطلبات الواردة وبحث ما يستجد من أعمال، واتخذ بشأنها ما يلزم.