المنامة - مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي:
اتفق المشاركون في الجلسة الأولى لمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي "أمة واحدة.. مصير مشترك"، الذي يُعقَد تحت رعايةٍ كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، على أهمية تعزيز الوحدة الإسلامية والتفاهم المشترك بين المذاهب، وذلك لمواجهة التحديات التي تُهدد الأمة. وأكد المتحدثون على ضرورة تجاوز الخلافات التاريخية، والعمل على ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي، مستندين إلى التجارب الناجحة في التقريب بين المذاهب.
وفي كلمته أكد فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن هناك عوائق رئيسة تعرقل الوحدة الإسلامية، أبرزها ضعف المعرفة المتبادلة بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة، وانتشار الشائعات المغلوطة، والتي تؤدي إلى تكريس الصور النمطية السلبية. وأوضح أن السبيل لمواجهة هذه التحديات يكمن في نشر الوعي، وتعزيز الحوار، وإبراز القواسم المشتركة، مثل وحدة الكتاب والقِبْلة والأركان الأساسية للدين.
وفي سياق متصل، شدد سماحة الشيخ الدكتور حميد شهرياري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، على ضرورة التعاون بين البلدان الإسلامية من خلال إطار مؤسسي يجمعها تحت مظلة واحدة، أطلق عليها اسم "اتحادية البلدان الإسلامية". وأشار إلى أهمية العمل المشترك لمكافحة الفساد، وتعزيز التراحم بين المسلمين، ونبذ التفرقة والعداوة. وأوضح أن التعاون وتوحيد الجهود سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار، ومواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.
من جانبه، تحدث شيخ الإسلام الله شكر باشازاده، القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز، عضو مجلس حكماء المسلمين، عن تجربة أذربيجان كنموذج للتعايش الإسلامي، حيث يعيش المسلمون من مختلف المذاهب في وئام، ويؤدون عباداتهم وفق تقويم موحد، دون تمييز بين السنة والشيعة. وأكد أن هذا الانسجام والتفاهم بين المذاهب هو نمط حياتنا، وسياسة دولتنا وهو يعكس تراثنا.
وفي كلمته خلال الجلسة، شدد معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية، على أهمية إدراك أن التنوع المذهبي والفكري هو جزء من سنن الكون والحياة، مؤكدًا أن الخلافات الفقهية لا ينبغي أن تتحول إلى صراعات أو قطيعة بين أبناء الأمة الواحدة. وأوضح أن الحوار بين المذاهب يجب أن يستند إلى تأصيل فكرة التفاهم باعتبارها غاية شرعية، مع تعزيز ثقافة التعاون ونبذ العداء، والعمل على بناء رؤية موحدة وواضحة للتعايش المشترك، وتعزيز الحوار الإسلامي الإسلامي.
وفي الإطار ذاته، أكد المفكر الإسلامي الدكتور بشار عواد معروف أن الحوار الإسلامي لا بد أن يستند إلى رؤية منهجية واضحة، تركز على المشتركات بين المذاهب، وتجنب إثارة الخلافات العقائدية في الأوساط العامة. وأوضح أن أسباب التنازع بين المسلمين تعود إلى تفسيرات تاريخية متباينة، وخلافات في الفروع العقائدية، إضافة إلى اختلاف مناهج التصحيح الحديثي. ورأى أن الحل يكمن في إبراز الوحدة الإسلامية ومظاهرها، وتأكيد فكرة الوحدة والتنوع الذي لا يمنع الوحدة بل يدل عليها، وكذلك نشر ثقافة التسامح في فروع العقائد، واحترام مقدسات الآخرين، ومنع استغلال الخلافات لخدمة أجندات سياسية تهدد استقرار الدول.
وفي ختام الجلسة، شدد المشاركون على أن تحقيق الوحدة الإسلامية ليس أمرًا مستحيلًا، بل يتطلب جهودًا مشتركة على المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية. وأكدوا أن الإعلام يجب أن يكون أداة لتعزيز التقارب، لا وسيلة لإثارة النزاعات، وأن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية تستوجب وضع استراتيجية متكاملة، تستند إلى الحوار والتعاون المشترك.
وأشار المتحدثون إلى أن العالم الإسلامي يزخر بتجارب ناجحة في التعايش السلمي، يمكن الاستفادة منها لإرساء نموذج عملي للوحدة، والتصدي للفكر المتعصب الذي يسيطر على بعض أتباع المدارس الفكرية المختلفة.